في بنت جبيل ومرجعيون: نحو توقف المولدات وحلول بديلة للطاقة
منذ رفع الدعم عن المازوت، بدأت بلديات بنت جبيل ومرجعيون، ومعها أصحاب المولدات الخاصة، الى التخفيف شيئاً فشيئاً من ساعات التغذية بكهرباء المولدات، بعد أن كانت هذه التغذية مؤمنة طيلة ساعات اليوم، ولمدة أكثر من عشر سنوات، وذلك بعد أن أعلن معظم المشتركين عن عدم قدرتهم على سد قيمة الفواتير الشهرية، ما أدى الى تكبد البلديات خسائر مالية فادحة، لذلك أصبحت ساعات التغذية في معظم بلدات المنطقة لا تزيد على سبع ساعات يومياً، لكن المشكلة بدأت تتضاعف شيئاً فشيئاً، بعد أن لجأ معظم الميسورين، الى الاستغناء عن اشتراكاتهم في المولدات وتأمين الكهرباء الخاصة، من خلال الطاقة الشمسية.
فالميسورين، بحسب رئيس بلدية تولين (مرجعيون)، مالك عوالي “هم الذين كان أصحاب المولدات الخاصة والبلديات يعتمدون عليهم في دفع الفواتير المرتفعة، كونهم هم الذين يملكون المنازل الكبيرة، ولا يلجأونالى التخفيض من صرف الكهرباء، وبالتالي يؤمنون تغطية القسم الأكبر من مصاريف المولدات”.
عدد المشتركين سابقاً في المولدات الخاصة في بلدة تولين كان يزيد على 850 مشتركاً، ليصبح اليوم اقل من 450 مشتركاً، بحسب عوالي، الذي اكد أن “ما تبقى من المشتركين هم من الفقراء، الذي باتوا لا يستخدمون كهرباء الاشتراكات الاّ عند الضرورة القصوى، للتخفيف من قيمة الفواتير، الأمر الذي جعل أصحاب المولدات، قبل يومين، يعلنون التوقف عن تشغيلها، لكن عدد من المغتربين قرروا تغطية العجز لمنع العتمة عن الأهالي”.
عوالي أكد أن “ما حصل من الخيّرين، ليس الاّ حلاّ مؤقتاً، وعلى المعنيين ايجاد حلول سريعة”، داعياّ حزب الله وحركة أمل الى التدخل الفوري لتأمين ما يمكن تأمينه لمنع العتمة الدائمة القادمة عن الأهالي.
ومن اللاّفت أن حزب الله عمد مؤخراً الى تأمين الطاقة الشمسية لضخّ المياه من البئر الارتوازي للبلدة، الأمر الذي أدى الى حلّ مشكلة المياه لأبناء البلدة، التي يعتمد أكثر من 80% من أبنائها على الزراعة.
في بلدة مجدل سلم المجاورة، تحاول البلدية التي تدير مولدات الاشتراكات الكهربائية، تأجيل العتمة عن الأهالي، من خلال تغطية العجز، بدعم من بعض الخيرين في البلدة، بحسب رئيس بلديتها علي تامر ياسين، الذي بين أن “البلدية تحاول الوصول الى حلّ جزئي، من خلال الطاقة الشمسية، التي وضعت مشروعا لتأمينها، على امل الحصول على دعم مالي، بعد أن حصلت البلدية على دعم من اليونيفل لتأمين الطاقة الشمسية للمؤسسات العامة في البلدة، من بينها البلدية والثانوية الرسمية والمدرسة الابتدائية“.
لكن ياسين يشكو من عدم وصول المياه الى البلدة، وانتظار الأهالي لن يدوم طويلاً، لأن البلدة تعتمد على مياه البئر الأرتوازي، الذي لن نتمكن من ضخ المياه منه هذا الصيف، بسبب انقطاع الكهرباء، ولم تعد البلدية قادرة على شراء المازوت لضخّ المياه.
هذا وتعاني معظم بلديات المنطقة من عجز مالي كبير لا سيما بلدات بنت جبيل ومركبا وحولا، بسبب تشغيل مولدات الكهرباء وتأمين الكهرباء البديلة للأهالي، وقد نشرت أكثر من بلدية تعاميم متكررة تطالب الأهالي بتسديد فواتير الاشتراكات، لكن الأمر بحسب ياسين ” لم يعد له علاقة بعدم قدرة الأهالي على تسديد الفواتير، بل بعدم لجوء معظمهم الى صرف الكهرباء، وهذا أدى يؤدي الى تشغيل المولدات دون استخدام طاقتها القسوى، أما الأغنياء فقد لجأوا الى الطاقة الشمسية،الأمر الذي يؤدي الى جعل الفواتير منخفضة نسبة الى كلفة تشغيلها”.
داني الأمين